مارادونا يعود للثأر من الماكينات الالمانية "المنتشية" في ربع نهائي المونديالصورة مجمعة لنجمي الارجنتين والمانيا ميسي واوزيل
2010
القاهرة (وكالة الانباء الاسبانية):
بمجرد أن تم تحديد طرفي مباراة دور الثمانية لمونديال 2010 بين الأرجنتين وألمانيا، أدرك عشاق الساحرة المستديرة أن المونديال سيخسر منتخبا عظيما يستحق الكأس عن جدارة.
وخلال مشوار البطولة قدم المنتخبان مستوى متميز جعلهما على رأس المرشحين للفوز باللقب، ف
الأرجنتين ظهرت بثوب جديد تحت قيادة مارادونا كمدرب والذي يسعى بدوره لإيقاف "محرك" الماكينات الألمانية المنتشية بفوزها التاريخي على الانجليز 4-1 في دور الستة عشر.
ويبدو أن كلمة "الثأر" هي العنوان الرئيسي لهذا الحدث المرتقب، حيث يزخر تاريخ لقاءات المنتخبين في المونديال بلحظات السعادة والمرارة التي مر بها الإثنان سجالا.
ويحتضن ملعب جرين بوينت في
كيب تاون السبت المباراة المرتقبة التي تحظى بإهتمام إعلامي وجماهيري هو الأكبر من نوعه منذ إنطلاق المونديال الأفريقي، حتى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ألغت جميع ارتباطاتها للسفر الى جنوب أفريقيا لمؤازرة منتخب بلادها.
الجميع يتذكر نهائي مونديال 1986 في المكسيك الذي جمع بين منتخبي التانجو و
الماكينات، والذي منح للأرجنتين لقبها المونديالي الثاني بالفوز 3-2 ورفع بإسم دييجو أرماندو مارادونا الى مصاف العظماء حتى تحول الى أسطورة اللعبة.
لكن الأسطورة عاش أيضا النهائي الذي خسره منتخب بلاده أمام الألمان بهدف نظيف في مونديال 1990 في إيطاليا ، والذي ترك لاعبي المدير الفني آنذاك كارلوس بيلاردو يبكون حسرة ضياع الحلم.
وإذا كان كلا المنتخبين قد انتزع لقب المونديال من الآخر في مناسبة واحدة، فإن دور الثمانية يحمل ذكرى مؤلمة للمنتخب اللاتيني بعد أن أطاح به المانشفت في المونديال الأخير في 2006 بألمانيا بركلات الترجيح، وتعود للأذهان الواقعة المثيرة للحارس الألماني ينس ليمان الذي كان يخفي ورقة تعليمات صغيرة في جوربه للتصدي لتسديدات لاعبي التانجو.
ويبدو أن مارادونا هو الحاضر الدائم في مباريات المنتخبين، حتى أنه كان موجودا في الاستاد الأوليمبي في برلين لمشاهدة هذه المباراة من مقاعد الجماهير، الا أنه رحل بعد دقائق معدودة في واقعة غريبة.
ويدرك مارادونا أن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو تعطيل ماكينات ألمانيا والثأر من الخسارة التي مني بها الفريق قبل أربعة أعوام أيضا في دور الثمانية.
وتقابل المنتخبان في لقاء ودي في مارس الماضي استعدادا للمونديال في برلين، والذي فاز به المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف عن طريق هدافه
جونزالو إيجوايين.
وأنهت الارجنتين حاملة لقب المونديال عامي 1978 على ارضها و1986 في المكسيك، الدور الاول بأفضل طريقة ممكنة حيث كشرت عن انيابها بتحقيقها ثلاثة انتصارات متتالية، عندما استهل مشوار البطولة بالفوز 1-0 على نيجيريا، وأتبعها فوز عريض على كوريا الجنوبية 4-1 واختتم مباريات المجموعة بالفوز على اليونان 2-0 ليحرز النقاط التسع كاملة.
واصطدم راقصو التانجو بالصخرة المكسيكية في دور الـ16 ، الا أنها لم تعق طريقهم الناجح، وتمكنوا من الفوز 3-1.
ولعل أبرز مقومات النجاح لكتيبة الأرجنتين هي التسلح بخط هجوم ناري بقيادة نجم برشلونة الاسباني الساحر
ليونيل ميسي و
كارلوس تيفيز وجونزالو إيجواين متصدر ترتيب الهدافين برصيد 4 اهداف بالتساوي مع الإسباني ديفيد فيا، مع إمكانية الإستعانة بجهود سرخيو أجويرو ودييجو ميليتو على مقاعد البدلاء.
وبدا للجميع نقطة ضعف منتخب التانجو المتمثلة في خط دفاعه الذي تقاعس في بعض الأخطاء الساذجة جعلت الخصوم يمنون شباكهم بهدفين، كان المتسبب الأول فيهما المدافع مارتين ديميكيليس، والذي لن يتهاون كلوزه زميله في بايرن ميونخ من استثمار أخطائه لصالح منتخب بلاده.
ولم يختلف مشوار الماكينات الألمانية عن خصمه اللدود، حيث افتتح مباراته امام أستراليا برباعية نظيفة، الا أنه مني بهزيمة مفاجأة امام صربيا بهدف دون رد، وشهدت أيضا طرد الهداف ميروسلاف كلوزه وسوء الحظ الذي لازم لاعبي المانشفت وعلى رأسهم لوكاس بودولسكي.
وواصل الألمان تألقهم في البطولة بفوز عصيب على غانا بهدف دون رد ليتأهلا الى دور الـ16.
ولعل أهم الأسباب التي ستمنح الثقة لأبناء يواكيم لوف هي نتيجة مباراة دور الـ16 التاريخية، بعد أن لقنوا منتخب إنجلترا درسا في فنون كرة القدم وألحقوا بهم هزيمة مذلة 4-1 لينتشيا بهذه النتيجة قبل موقعة السبت.
وقدم الألمان للعالم جيلا من اللاعبين الصاعدين، فدون النحيب على خسارة جهود قائدهم مايكل بالاك والغيابات العديدة لنجوم الصف الأول، لمعت أسماء مثل
مسعود أوزيل وسامي خضيرة و
توماس مولر وكاكاو بجانب
لوكاس بودولسكي و
باستيان شفانشتايجر والعائد لذاكرة التهديف ميروسلاف كلوزه والجناح المتألق فيليب لام.
وفيما يتعلق بـ"محرك البحث" للمنتخبين، تملك الأرجنتين بدون شك دييجو أرماندو مارادونا أفضل لاعب شهده تاريخ كرة القدم على الإطلاق، إلا أنه وقد بلغ الآن من العمر 50 سنة يعد نفسه لمواجهة تحد من نوع جديد يتمثل في تحقيق الفوز بكأس العالم بصفته التدريبية وإستعادة لقب البطولة التي أجهش بالبكاء على فقدانها في 1990 أمام الألمان أنفسهم.
وعلى الجانب الآخر أصبح يواكيم لوف يحظى بشعبية كبيرة في المانيا حاليا بفضل أسلوبه الخاص وأدائه الخططي على الرغم من قلة خبرته.
واشتعلت الحرب الإعلامية بين الجبهتين قبل يوم واحد على "لقاء الجبابرة"، في محاولة لتشتيت تركيز الخصمين.
واستهل مارادونا الحرب بالتأكيد على تحقيق الفوز دون الحاجة الى اللجوء لركلات الترجيح، وهو ما رد عليه لوف بأن الماكينات ستقصي التانجو.
وتحدى فيليب لام لاعبي الأرجنتين قائلا "أريد ان أرى وجوهكم عقب الهزيمة"، وأطلق شفانشتايجر تصريحا مثيرا بعد أن نعت لاعبي التانجو بـ"المستفزين"، كما اتهم قائد المنتخب الألماني السابق لوثار ماتيوس، مارادونا بعدم اتباع أي أساليب تدريبية والاعتماد فقط على المهارات الفردية للاعبيه.
وكان رد ديميكيليس أكثر رزانة حين قال "الألمان يحترموننا".