قصة حياة الاعب ماكاي

قلة من اللاعبين الكبار في إنجلترا هم الذين واصلوا نجاحهم في الإدارة، وعدد أقل حقق النجاح في التدريب، سواء في إنجلترا أو الشرق الأوسط، لكن ديف مكاي ليس رجلاً عادياً ولا تنطبق عليه هذه القاعدة، فقد كان قائداً لفريق توتنهام هوتسبير وللمنتخب الاسكتلندي، وكان يبث الخوف الممزوج بالاحترام في قلوب منافسيه بسبب صلابته في اللعب وروحه القتالية، وأيضاً بسبب مهاراته العالية في خداعهم بالكرة وشجاعته الفائقة.



ما الذي تتذكره في الفترة التي دربت فيها في المنطقة؟
- لقد أحببتها بكل جوارحي، رغم أنني شعرت بصدمة ثقافية في البداية عندما انتقلت من إنجلترا إلى الكويت، فهناك كان الجو مختلفاً تماماً وكذلك نمط الحياة والتعامل مع الناس، كل هذا كان مختلفاً عما تعودت عليه، لكنني كنت قد زرت مصر لاعباً قبلها بسنوات وتركت لدي انطباعاً جيداً، لذلك عندما جاءتني الفرصة للذهاب إلى العالم العربي مدرباً قلت لنفسي «لِم لا»؟.. وكان الاستقبال الذي حظيت به عند قدومي رائعاً، وربما يعود ذلك إلى أنني كنت معروفاً هناك بسبب النجاح الذي حققته في إنجلترا، وليس في ذاكرتي سوى أيام سعيدة ورائعة طوال 14 عاماً قضيتها في المنطقة.
هل ساعد على ذلك النجاح الكبير الذي حققته مع النادي العربي؟
بكل تأكيد، فقد قضيت وقتاً رائعاً في هذا النادي وحققت معه نجاحاً كبيراً، كانت كرة القدم مازالت وليدة في ذلك البلد، ولم يكن المستوى مرتفعاً بالطبع مقارنة بإنجلترا، لكن كانت لدينا مجموعة ممتازة من اللاعبين وسرعان ما تفهموا طريقتي في التدريب واللعب، كنا نمزج بين الأداء والفاعلية لذلك نجحنا، وكان هذا هو المطلوب منا ونفذناه وحققنا نتائج باهرة.
كيف ذهبت إلى الكويت لأول مرة؟
كنت قد توليت تدريب ديربي كاونتي خلفاً للمدرب العظيم كلو في ظروف مثيرة للجدل، ورغم أننا فزنا ببطولة الدوري في أول موسم أتولى فيه المسؤولية، إلا أنه كان هناك من ينتقدونني باستمرار كلما واتتهم الفرصة، وفي الموسم التالي أحرزنا المركز الرابع، وفي الموسم الذي يليه بدأنا بداية متواضعة فتمت إقالتي، بعد ذلك ذهبت لتدريب ولسال لمدة عام قبل أن أتلقى مكالمة هاتفية غيرت حياتي.
- ممن؟
- كانت من شخص يدعى موسى راشد، طلب أن ألتقيه ومعه شخص عربي آخر في فندق هيلتون في بارك لين، هذا الشخص الآخر كان محمد الملا رئيس نادي العربي وقتها، والذي كان مشجعاً كبيراً لتوتنهام عندما كنت ألعب في صفوفه، فقد كان يدرس في لندن قبلها بعشر سنوات، وطلب مني الملا تدريب النادي العربي وقدم لي عرضاً مغرياً كان من الصعب رفضه.
- هل تأقلمت بسرعة مع الحياة في الكويت؟
- تأقلمت بسرعة كبيرة، فسرعان ما تعلمت وتفهمت طريقة حياتهم وسلوكياتهم، والدور الكبير الذي يلعبه الإسلام في حياة الناس هناك، وسرعان ما أصبح عندي أصدقاء كثيرون من الكويتيين الذين أبدوا قدراً كبيراً من الاحترام والمودة لشخصي المتواضع.
في ذلك الوقت ظلت زوجتي إيزوبيل في إنجلترا لأن أولادنا كانوا في المدارس، لكنهم بعد أن انتهى العام الدراسي لحقوا بي في الكويت وأحببناها كلنا.
- ما الذي حققته مدرباً هناك؟
- كان العربي من الأندية التي تحتل مراكز متوسطة في جدول الدوري في فترة السبعينات، لذلك عندما توليت تدريبه كان الهدف الذي نسعى إليه هو التغلب على بقية المنافسين الكبار، وفي أول موسم لي مع الفريق حصلنا على المركز الثاني، ثم فزنا بالدوري في الموسم التالي، لتبلغ حصيلتي مع النادي بعد ذلك خمسة ألقاب دوري وعدداً لا يحصى من الكؤوس.. كانت فترة ذهبية رائعة لي وللنادي، وكان لي الشرف في الاقتراب من أشخاص مهمين أعزاء مثل أمير الكويت والشيخ فهد.


للامانه اللقاء تم اخذه من قبل عدة شـهور من احدى المجلات العربيه واللقاء اطول من هذا ولكن تم اخذ مايخص النادي العربي